فضاؤك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاؤك

خاص لكل القانونيين من طلاب اساس المستقبل و ممتهنيين اساس الدولة و النظام في المجتمع
 
البوابةالرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 مفهوم العولمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 504
تاريخ التسجيل : 06/07/2010

مفهوم العولمة Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم العولمة   مفهوم العولمة I_icon_minitimeالخميس يوليو 08, 2010 2:49 pm

... مفهوم العولمة

بعد صراعات حضارية متعددة في تاريخ البشرية اسفرت تلك الصراعات على جملة من المعالم الحضارية .. المقدمة منها.. الدينية, كاليهودية والمسيحية والاسلامية والبوذية , ومنها اقتصادية والمتمثلة في الراسمالية والاشتراكية ( مستهدفها الشيوعية ) وتتداخل ضمن هاذين العملاقين موجات حضارية تتناغم مع الوضع السائد فيها كالسياسة والفن والعلم والعمل والبناء المعماري والادب والمسرح, الى آخر ماهنالك من مهارات . ولكن كاي باحث سوف يقف عند بدايات الطريق ليضع جملة متغيرات عامة لهذه الصراعات الحضارية المتصارعة دوما , ولنبدأ عن سبوقات حضارية في ذلك..

منذ الازل وجد الانسان نفسه امام شيئين لاينفصلان ( الجوع والخوف ) ولحد وقتنا الحاضر, فالثابتين يتحكمان بالانسانية تاركة وراءها الكثير من الامور التي اثبتت قدرة الانسان ( المخير والمسير ) على ان يجعل لنفسه ميزانا ثابتا في الحياة .. فالبشرية بدات بالعفوية الذاتية وهي المشاعية البدائية .. او ماتسمى بالنظام الشيوعي البدائي, فالمحيط وما فيه من موجودات ملك للكل وفق فلسفة كل حسب رغبته وكل حسب حاجته(1) . فالموارد كانت متوفرة للكل من لحوم ونباتات, ومع تقدم الزمن حصلت موازنة بيئية , واعداد نفوس متزايدة جدا مقابل تناقص الغلة الثابت في الكرة الارضية(2), فالزيادة شهدت في النفوس, مع ثبات الغلة كما ذكرنا, وبدا اول صراع حضاري بين مجموعات بشرية للحصول على الغذاء وهنا كانت الحاجة الى ايجاد الامن والغذاء لضمان تدفق الطاقة العضوية في الانسان, وامام هذا الصراع المرير كان لابد من ايجاد معادلة ثابتة تؤمن تدفق الغذاء وحصول الامن, وهذا كان لابد ان يتأتى من بعض عفوية اكتشاف الانسان البدائي .. بدأ ..الاتي
1- باكتشاف النار.. وفي مقدمة الامور التي يحتاجها الانسان كان الدفئ واستمراريته.. وبعد اكتشاف الانسان للنار زادت الحاجة الانسانية للغذاء , اي بوجود النار حصل الامن الاجتماعي دفئا ودفاعا(3) .
وهنا تطاولت يد الانسان لاكتشاف شيئ جديد يعادل وجود النار(4) وهي..
2- اكتشاف الزراعة.. وتدجين الحيوانات البرية , وهذا الاكتشاف العظيم حول الانسان من كونه مستهلك للغذاء الى منتجه, وحصل اول استقرار لهذه الجماعات في قرى نشأت في هذه المناطق الزراعية(5) .







________________________________

1- اصل الفلسفة الشيوعية ( الباحث )
2- تناول الانسان لانواع الغذاء من النباتات والحيوانات جعل بعض الاصناف تنقرض من الارض ولانعرف لحد الان ماهي تلك الاصناف , ولكن السؤال المحير .. لماذا لم تنقرض اصناف الاغنام والدواجن وغيرها, سؤال محير ( الباحث )
3- اي بابعاد الحيوانات الشرسة عن الكهوف التي يسكنها الانسان لوجود النار فيها. ( الباحث )
4- وجود النار في اي بيئة اجتماعية تؤدي الى الزيادة في تنوع استخدامات الغذاء كالطبخ مثلا واعداد الخبز...الخ. ( الباحث )
5- احمد سوسة – وباقر طه, اصل الحضارات


وعلى انقاض هذه القرى وضع النظام الاداري والسياسي وانشأت المدارس ووضعت التشريعات(1)
وتكتلات حكومية تدير امور العامة بموازين ثابتة لاتتغير, تارة دينية وتارة قوانين وضعية فيها الملك يكون هو الاله. ضمن هذه القرية الزراعية تصارعت آلة الانتاج ( الانسان ) والارض لتظهر طبقتين تقودان هذه الالة وهما ..
ﺃ- الطبقة الاقطاعية .. التي تعتبر ذات نهج عملي ثابت في العمل وتقسيم العمل من فلاحين وصانعي الالة الزراعية البسيطة مثل الفأس والمنجل والمحراث.
كانت الاقطاعية في وقتها بمثابة تكنوقراط عملي, المنتج الثابت وبدونها لاعمل ولا انتاج, وكان لابد ان تظهر طبقة اخرى تعمل بصورة مستقلة وهي..
ب- الطبقة البرجوازية .. التي تعتبر طبقة نفعية مستغلة لطاقات العمل الزراعي آنذاك والقيام بعمليات مضاربة في السلع الزراعية لصالحها كما يقولون ( ينامون السنة كلها ويعملون في شهر الحصاد ليجنوا كل الارباح ).
والبرجوازية طبقة مازالت قائمة في الوقت الحاضر(2) . الا ان الاموال التي جنتها هذه الطبقة لم تذهب هدرا بل كانوا يفكرون باستثمار هذه الارباح في مناحي حياتية اخرى مستثمرة بذلك كل الاموال تارة في بناء البيوت او المواصلات او التجارة عبر المحيطات, وآخر ماابتكروه هؤلاء البرجوازيين بعد ان كان الاعتماد الكلي على الطاقة الحيوانية, انتقلت البشرية الى الاعتماد على الطاقة المسخرة علميا, الا وهي..
3- الثورة الصناعية(3) .. حيث قامت في اواسط القرن الثامن عشر حيث ان اول مخترع لاول آلة تعمل على البخار هو المخترع ( جيمس واط ) الذي كان ينتمي الى عائلة برجوازية .. وهذه الثورة
توازي اكتشاف الانسان للزراعة وهي انتقالة رهيبة من الطاقة الحيوانية والانسانية الى الطاقة المسخرة, كالبخار والوقود والسائل كالنفط, والفحم, وبها انتقل الانسان من مرحلة التبعية الكلية للطبيعة الى عالم فسيح فيه كل العلوم التكنلوجية, الزراعية والهندسية والطبيعية والكهربائية والالكترونية والاتصالات السلكية واللاسلكية واستغلال الطاقات المائية , كالشلالات والرياح والشمس .فكانت ثورة بكل معانيها , فجرت في الانسان كل الطاقات الخامدة ومازالت مستمرة في وقتنا الحاضر الى العصور القادمة.
اذن هي صراعات حضارية تمتد بالبشرية الى مالانهاية لتظهر ثورات جديدة تنير للبشرية الطريق الى الامام مزدهرا. وستشهد البشرية في القرون القادمة ثورة رهيبة ومخيفة اخرى بجعل الاشارات والازرار ( الالكترونات ) تتحكم بالارض والكون معا انها..
4- الثورة الروبورتية.. ان ميزة هذه الثورة هي الخيال العلمي (4), بان تنقل الانسان من تكنلوجيا تقليدية الى عالم الالكترونات بحيث تتحكم في حياة الانسان, اياتي ذلك اليوم لاطائرات ولاسيارات ولاسفن بل حتى ( الثورة الصناعية ) تتبخر فيجعل الانسان من الالكترون كل شيئ في حياته, انها خيال علمي لايستحب للباحث ان يدخل في تفاصيلها. وللباحث هنا شواهد لهذه الثورة الرهيبة.
______________________________________

1- ان اول تشريع انساني يرجع الى الملك اورنمو وهو مؤسس سلالة اور الثالثة التي حكمت مدينة اور وملوكها من السومريين الذين قضوا على حكم الكوتيين في العراق. ثم مسلة حمورابي وهو الملك السادس من ملوك سلالة بابل الاولى ( 1894 – 1594 ) ق.م
دام حكمه من ( 1792 – 1750 ) ق.م وهو صاحب الشريعة المعروفة باسمه والمدونة باللغة البابلية . ( المصدر السابق )
2- انها تدفع بالتنمية دوما الى الامام وذلك باستغلال راسمالها المتوفر وهي طبقة متقدمة ( البرجوازية ) علميا وثقافيا مدى العصور ولولاها لما تقدمت آلة الانتاج. علما بان هناك مكتشفين ومخترعين لم ينتموا الى هذه الطبقة ولكنهم استغلوا من قبلهم.
4- كل الاكتشافات العلمية بداها الانسان بالخيال العلمي ثم التطبيق وهناك امثلة كثيرة حول الموضوع واهمها ( عباس بن فرناس ) الطيران. (جابر بن حيان ) الاسطورة الضائعة في تحويل المعادن الى الذهب
اذن كل هذه الامور المستحدثة في حياة البشرية اساسها صراع الحضارات وما ينتج عنها من موجات قد تكون ثابتة لمدة معينة او تتبخر خلال حقبة من الزمن.. وفي مجال التعاون الانساني , هل هناك تفاهمات مذكورة..؟ في الحياة الدولية ظهرت اول الاتفاقات المكتوبة في مدينة (ماري السورية) على رقم طيني محفوظ في قصر الامم( عصبة الامم سابقا ) في جنيف, وهذا الرقم الطيني هو اول دليل على بداية الانسان في وضع التفاهمات السياسية في عصر الاموريين 3000 – 2000 ق.م . وهناك وثيقة اخرى على شكل اتفاقية في اوربا للدول المتشاطئة على نهر الدانوب وتامين السلام النهري وتوزيع الثروات المائية وهي معاهدة ( ويستفاليا ) عام 1648(1) .
وما عدا ذلك فهناك اتفاقيات اخرى قديمة تدعو الى حفظ الامن وتوزيع الثروات في المجتمعات القديمة مثل وادي الرافدين والنيل والسند والصين. وبعد الحرب العالمية الاولى كانت الحاجة الى بعث نوع من الاتفاق الانساني على امور الدنيا بعد ان حصدت هذه الحرب نفوس 56 مليون نسمة(2)
وكان انشاء عصبة الامم عام 1919 م لتعمل بجد لانقاذ الوضع السائد آنذاك, الا انها فشلت في منع دخول القوات الايطالية الى اثيوبيا واحتلالها وكان ذلك ناقوس على فشلها مما ادى الى توقفها نهائيا عن العمل عام 1939 ابان الحرب العالمية الثانية وذابت في منظمة الامم المتحدة التي تاسست عام 1945 والتي مازالت تعمل ضمن صراعات حضارية متعددة وابرزها العمل السياسي والانساني والاقتصادي والغذائي رغم كل الامور الايجابية للامم المتحدة فانها لم تكن قادرة على الحفاظ على الحضارة الاشتراكية المتنيرة واسقاطها ضمن سيناريوهات غربية منذ مايقارب السبعين عاما(3) .
وهكذا انهارت هذه الحضارة المتعاضمة وبرز دور الولايات المتحدة الامريكية عام 1991 ليعلن الرئيس الامريكي جورج بوش الاب بعصر النظام العالمي الجديد ودور امريكا في قيادة هذا النظام
( امركة العالم ), وهنا برزت عدة دعوات في العالم الراسمالي خوفا على هذه الحضارة المتقدمة تنمويا والعجوز عمريا , والدعوة الى تجديدها خوفا من سقوطها مثلما حدثت للتجربة الشيوعية , فادخلت فيها تنوعات للحفاظ عليها مثل الدعوة لليبرالية السياسية والاقتصادية وكذلك النظام العالمي الجديد وحاليا الدعوة الى العولمة تحت معطيات تكنلوجية ومالية وثقافية وعلمية وغيرها.
وتمخضت بداية النظام الدولي الجديد
( 1991 ) بعدة حروب اقتصادية منها حرب الرز بين امريكا واليابان وحرب اللحوم بين امريكا واوربا وحرب الموز بين مستوردين امريكيين ومنتجين في امريكا اللاتينية وافريقيا واخرها حروب المياه التي مازالت مستمرة كشواهد لفشل هذا النظام, ولسد الثغرات الجارية برزت الحاجة الى ايجاد صرعة جديدة تجمع وتحل كل هذه الصراعات وتوحد الامم الراسمالية .. الا وهي فكرة وظاهرة العولمة .. الحاضرة الغائبة لحد الان.
ان الفترة الممتدة من الثمانينات الى يومنا هذا اتسمت بتزايد الكتابات والتاليف والاحاديث في وسائل الاعلام المختلفة في كل بقاع العالم حول الترويج لفكرة الظاهرة الجديدة المسمات بالعولمة, وذلك نتيجة لعدد من المتغيرات الطارئة على النظام العالمي, ولعدد من الاسباب والظواهر التي شملت كل مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها, ولمعرفة مدى تاثير هذه المتغيرات على اقتصاديات الدول المتقدمة وكذلك اقتصاديات بلدان العالم الثالث وخصوصا البلدان العربية او ما هو المستقبل الذي تنتظره هذه البلدان لمواجهة هذه المتغيرات بدءا ولغرض الابتعاد عن كل الاشكالات التي قد ترافق تحليلنا في اعطاء مفهوم للعولمة ناخذ كما قليلا من اللذين كتبوا بهذا الخصوص من الكتاب الاجانب والكتاب والمفكرين العرب من الكم الهائل الذي كتب عن هذا المارد
___________________________________________
1- رشيد عباس- طالب دكتوراه. نظام التعاون الدولي في اقتصاديات الغذاء- وارشو- 1987
2- كان حصاد الموتى في الحرب العالمية الثانية 25 مليون نسمة ويعتبر هذا عددا اقل قياسا بالحرب العالمية الاولى الذي راح ضحيتها 56مليون نسمة وذلك بسبب اختراع مادة البنسلين الذي افادت ملايين الجرحى وانقذتهم من الموت. ( الباحث )
3- نفسها التي حدثت لعصبة الامم بعد فشلها في منع احتلال الحبشة كذلك الامم المتحدة لم تتوقف عن العمل بها لدورها هي الاخرى في اسقاط الحضارة الاشتراكية
القادم كما يصفه رئيس وزراء بريطانيا في اجتماع له مع ممثلين عن الاتحاد الاوربي حيث قال.. يجب ان نحصن انفسنا من هذا المارد القادم الذي يسمى بالعولمة.
وهنا يدخل الباحث في اعطاء بعض المفاهيم الخاصة بهذا المصطلح المجهول..

مفهوم العولمة

يرى كل من هارس مان مارشال وروبرت ريتش بان العولمة(1) ( هي اندماج اسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة, وانتقال الاموال والقوى العاملة والثقافات ضمن اطار من راسمالية حرية الاسواق, كذلك خضوع العالم لقوى السوق العالمية مما سيؤدي بالتالي الى اختراق الحدود القومية وانحسار سيادة الدول عن طريق الاستعمار غير المباشر للشركات الراسمالية الضخمة متخطية او عابرة الحدود, التي تعد العنصر الاساس لهذه الظاهرة)

ويقول فاليت(2) Sad ان العولمة هي عبارة عن مسلسل لتكثيف الافراد والسلع والخدمات والرساميل والوسائل التقنية الحديثة وانتشارها لتشمل الكرة الارضية بكاملها)

ويرى بعضهم(3) Sad ان العولمة حسب النظرية السائدة هي تحول العالم بفضل الثورة التكنلوجية والمعلوماتية , وانخفاض تكاليف النقل , وتحرير التجارة الدولية, الى سوق واحدة تشتد فيها وطأة المنافسة ويتسع نطاقها بحيث تمتد من سوق السلع الى سوق العمل وراس المال ايضا)

وعلى صعيد اخر يرى البعض(4): (ان العولمة هي نتاج لمجموعة من الاساليب والعوامل , وهي بلورة لمجموعة من الخصائص التي يتسم بها النظام الاقتصادي العالمي الجديد بما يلي:
1- انهيار نظام بريتون وودز 1971-1973 باعلان الرئيس الامريكي السابق نيكسون 1971 وقف تحويل الدولار الى ذهب بسبب نقص الاحتياطي الفيدرالي الامريكي.
2- عولمة النشاط الانتاجي.
3- عولمة النشاط المالي واندماج اسواق المال.
4- تغير مركز القوى العالمية.
5- تغير هيكل الاقتصاد العالمي وسياسات التنمية.

وهناك رؤية واسعة الانتشار تقدم بها عالم السياسة الامريكي ( جيمس روسناو )(5) حول العولمة
فنجده يعبر عنها على اساس .. انها تقيم علاقة بين مستويات متعددة للتحليل , اقتصاد, سياسة, ثقافة,




_______________________________________________

1- يس- السيد – العولمة والطريق الثالث – مكتبة الاسرة / القاهرة 1991ص(22)
2- د.الخزرجي, ثامر كامل/ والباحث ياسر المشهداني- العولمة وفجوة الامن في الوطن العربي/ دار مجدلاوي للنشر- عمان 2004
3- هانس بيتر مارتن/ هارولد شيمان- فخ العولمة/ ترجمة عدنان علي- الكويت 1998 ص29
4- يس ,السيد – نفس المصدر ص21
5- رضوان, زيادة – الاسلاميون وحقوق الانسان/ مجلة المستقبل العربي – عدد 236/ 1998 ص109-110

وتشمل اعادة تنظيم الانتاج وتداخل الصناعات عبر الحدود, وانتشار اسواق التمويل وتماثل السلع
الاستهلاكية في عدة دول..كما يؤكد ايضا ان مهمة ايجاد صيغة مفردة تصف كل هذه الانشطة عملية
صعبة, ويرى انه حتى لو تم تطوير هذا المفهوم المشكوك فيه فلن يتم قبوله واستعماله بشكل واسع.

ويقول الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي عن العولمة(1) ( هي نظام يمكن الاقوياء من فرض الدكتاتوريات اللانسانية التي تسمح بافتراس المستضعفين بذريعة التبادل الحر وحرية السوق)

ويثبت هانس بيتر مارتن وهارالد شومان في مكان اخر ان العولمة(2) ( هي عملية الوصول بالبشرية الى نمط واحد من التغيير في الاكل والملبس والعادات والتقاليد)

ويذكر احد الكتاب الفرنسيين عن النظام الراسمالي الامريكي(3) ( .. فكلما ازداد هذا النظام الراسمالي الجشع امعانا وانتشارا بالعولمة , ازدادت الانتفاضات والحروب العرقية والقبلية والعنصرية والدينية للتفتيش عن الهوية القومية في المستقبل, وكلما تفشت المعلوماتية والاجهزة التلفزيونية والسلكية واللاسلكية,تكبلت الايدي بقيود العبودية, وازدادت مظاهر الوحدة والانعزال والخوف والهلع دون عائلة ولا وطن, وكلما ازدادت وسائل الرفاهية سوف تزداد اكثر فاكثر جرائم البربرية والعبودية)

ولو تمعنا بدراسات المفكرين العرب وما قالوه عن العولمة, نرى انهم يعرفون العولمة في اطار المقولات الاتية لتلتقي على بيان حقيقة واحدة..
فالدكتور حسن حنفي يعرف العولمة(4)
(على انها لصالح الاخر على حساب الانا ( اي الذات) وقوة الاخر في مقابل ضعف الانا, وتوحيد الاخر مقابل تفتت الانا).
ويقول كذلك(5) ( هي حضارة المركز , اي حضارة الدول الغربية التي لقوتها تقع في مركز العالم وبقية الدول هوامش تابعة, وتبعية الاخر« اي الدول غير الصناعية التي يصطلح عليها دول الجنوب» هي
مركزية دقيقة في الوعي الاوربي تقوم على عنصرية عرقية, وعلى الرغبة في الهيمنة والسيطرة ).

اما الدكتور سيار الجميل فيعرف العولمة(6) ( انها عملية اختراق كبرى للانسان وتفكيره, وللذهنيات وتراكيبها, وللمجتمعات وانساقها, وللدول وكياناتها, وللجغرافية ومجالاتها, وللاقتصاديات وحركاتها, وللثقافات وهوياتها, وللاعلاميات وتداعياتها )






_________________________________________________________
1- روجيه غارودي – العولمة المزعومة – الواقع – الجذور – البدائل / دار الشوكاني – صنعاء – 1998 ص17
2- هانس مارتن – هارالد شومان – فخ العولمة ص55
3- العظم – محمد جلال/ وحنفي حسن – ماالعولمة ص20
4- المصدر نفسه
5- المصدر نفسه
6- الجميل – سيار/ العولمة والمستقبل – استراتيجية تفكير – الاهلية للنشر والتوزيع – عمان 1999


ويشبه الدكتور نجيب غزاوي(1)امبراطورية العولمة بالامبراطورية التي عمدت على فرض مبادئها ونظمها في الحكم وانماط حياتها السياسية والاجتماعية والثقافية بالقوة وكذلك حال الامبراطوريات الحديثة مثل بريطانيا في مستعمراتها ثم في الكومنولث, وفرنسا في مستعمراتها ثم الفرانكفونية, وفي نهاية الحرب العالمية الثانية برزت عولمة الشيوعية متمثلة بالاتحاد السوفيتي وعولمته.

اما الدكتور مصطفى محمود فيقول(2) العولمة مصطلح بدأ لينتهي بتفريغ الوطن من وطنيته وقوميته وانتمائه الديني والاجتماعي والسياسي, بحيث لايبقى منه الا خادم للقوى الكبرى.

والعولمة عند الدكتور محمد الجابري(3) فهي تستهدف ثلاث كيانات, الدولة والامة والوطن, ويسميها ايضا بثقافة الاختراق, اختراق مقدسات الامم والشعوب في لغتها ودولها واوطانها واديانها.

والدكتورة نعيمة شوفان(4) ترى انه في ظل العولمة تسلم البلاد الفقيرة لا الى فقدان الاستقلال السياسي وانما الى العبودية, فكأن البلدان مدينة وكافة البلدان متوقفة على تسديد الديون ولا تملك الخيار او الرفض للمشاريع المعروضة عليها.

ومن خلال تحليل التعاريف الوارد ذكرها وتضمينها للمواضيع الاساسية المؤثرة في الساحة الدولية ..
اولا- العولمة والجانب السياسي : في تاثير العولمة على الجانب السياسي يبان من سعي الدول الغربية والولايات التحدة الامريكية بما لها من نفوذ وسطوة على العالم الى فرض النموذج الغربي في الحكم والذي يتمثل بالديمقراطية, واخذت تعتبر هذا شرطا في التعامل مع الدول الاخرى, والديمقراطية الغربية تعتمد على التعددية وحرية الرأي والتعبير من خلال القنوات التي اعتمدتها الديمقراطية في الانتخابات وغيرها, الا ان سلبيات هذه الديمقراطية الغربية هي بفوز الغالبية في هذه الانتخابات ( من يستطيع ان يصرف اكثر في حملته الانتخابية ويعطي وعودا براقة سرعان ما يتخلى عنها بعد فوزه(.
كذلك ان النموذج الاندماجي الاوربي الذي نراه يقوم اساسا على تخلي الدول الاوربية الطوعي عن جزء من السيادة الدولية لصالح الوحدة الاقتصادية, وربما بعد ذلك بروز الولايات المتحدة الاوربية التي من المحتمل ان تكون ندا ومنافسا للولايات المتحدة الامريكية.

ثانيا- العولمة والجانب الاقتصادي : من الواضح ان الجانب الاقتصادي له تاثير كبير في العولمة لانه يفسح المجال امام اصحاب رؤوس الاموال ( البرجوازيين ) لمضاعفة اموالهم عن طريق توظيف هذه الاموال, وتتضح الملامح الرئيسية المميزة للعولمة من الناحية الاقتصادية بالاتجاه العالمي لمزيد من التكتلات الاقتصادية وتنامي نشاط المؤسسات المالية وتدويل المشاكل الاقتصادية واعطاء دورا هاما للثورة التقنية لما لها من اثر على الاقتصاد العالمي, والعولمة الاقتصادية تعتمد على السوق المفتوح وبلا حدود من خلال الغاء القيود على حركة رؤوس الاموال والبضائع عن طريق التجارة الحرة التي تعتبر اهم ادوات العولمة.

_________________________________________________________

1- د. غزاوي – نجيب/ العولمة – الخطر على الهوية والكيان – مجلة المعرفة – عدد 432 عام 1999
2- عمر – احمد مصطفى/ اعلام العولمة وتاثيره على المستهلك- المستقبل العربي ص72
3- د. الجابري- محمد عابد / قضايا من الفكر العربي المعاصر- مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت – 1997 ص147
4- د. شوفان – نعيمة / العولمة بين النظم التكنلوجية الحديثة ص2
ثالثا- العولمة والجانب الثقافي : ان الواقع يؤكد بوجود ثقافات متعددة ومتنوعة تختلف بعضها عن بعض, وليس هناك ثقافة عالمية واحدة مثلما تسعى العولمة الى تدمير البنى الثقافية للبلدان التي اعتزت لقرون بثقافتها عن طريق تدمير بناها الاجتماعية وعزل الثقافة عن الواقع لتؤكد بان هناك ثقافة المركز الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية, والدعوة لتبني هذا النموذج الاوحد, وعمدت الى كثير من الطرق والوسائل لغزو الثقافات الاخرى كمصادر البث الاعلامي, والاقمار الصناعية والانترنيت التي تتحكم بها الولايات المتحدة الامريكية, حيث بمقدور مراكز البث والتصنيع ان تشيع الاخبار والمعلومات بالسبل التي توافقها بما في ذلك اخبار البلدان المتلقية.
فان الخطر الاكبر الذي تنطوي عليه العولمة هو محو الهويات الثقافية للشعوب وطمس الخصوصيات الحضارية للامم على انه احدى موجات الحداثة الفكرية التي يجب على العالم ان ينخرط فيها ويستوعب معطياتها ان اراد ان يواكب العصر ويساير التطور الحضاري الانساني.

رابعا- العولمة والجانب الاجتماعي : ان المبدأ الذي تنطلق منه ظاهرة العولمة من اجل جعل العالم قرية كونية واحدة تخضع للتوجهات الامريكية اليهودية, هو الوصول الى مجتمع واحد ذي ملامح واحدة, وانظمة اجتماعية واحدة, واخلاق وعادات واحدة, سيكون من اولويات الظاهرة, لان صياغة المجتمع صياغة واحدة يسهل مهمة الاجنحة الهدامة الاخرى للعولمة في افساد المجتمع وتفريغه من القيم الاصيلة, والاخلاق الحميدة النابعة من الاديان السماوية والفطرة الانسانية حتى لا تقوم له قائمة من الشهامة والرجولة والعفة والكرامة امام مخطط العولمة الراسمالية الامريكية اليهودية الجشعة, وظاهرة العولمة تعمل من اجل سلسلة المجتمع حين يمكن بذلك اختراقه بسهولة.
ولتحديد مفهوم العولمة وحتى لانقع في اخطاء منهجية , نرى الى الان ان مفهوم العولمة امر متنازع عليه على مستوى الفكر العالمي ولم يتفق على تحديد معنى ثابت موحد لها, خصوصا مايتعلق بالعولمة الاقتصادية. هنالك اولا خلط بين العولمة والتدويل وعلينا ان نميز بينهما , فالتدويل كظاهرة اقتصادية بدأت في اوائل القرن التاسع عشرحينما عقدت القوى العظمى ( بريطانيا ومن ورائها فرنسا والعالم ) عزمها على تنفيذ سياسة الحرية التجارية على المستوى العالمي , ثم خمدت حركة التدويل بين الحربين العالميتين الاولى والثانية ثم نشطت تدريجيا الى ان وصلت الان الى قمتها(1) , فهناك درجة عالية من حرية المعاملات في اسواق الدول المختلفة تتيح لها الانفتاح على الاقتصاد الدولي والتشابك معا. وقد تحررت ايضا معاملات الصرف الاجنبي من قيودها ونمت اسواق رؤوس الاموال الدولية وزاد نشاط الشركات العملاقة متعددة الجنسية ووقعت اتفاقية منظمة التجارة العالمية على المستوى العالمي اما العولمة فهي اتجاه جديد معاصر يمثل مرحلة تالية للتدويل ويؤدي الى قيام نظام اقتصادي عالمي يحل محل النظام الاقتصادي الدولي تختفي فيه الحدود المصطنعة بين اقتصاديات الدول حيث تتحرر فيه من تحكم السياسات القومية وتصبح خاضعة ومسيرة بقوانين فوق القومية والعولمة قد لاتكون حيادية بل اتجاه متحيز يدافع عن اصحاب المصالح الاقتصادية في البلدان المتقدمة لتحقيق مصالحهم العالمية بغض النظر عن مصالح البلدان النامية.
ويمكن القول بان بوادر ظهور العولمة ظهر بعد انهيار الحضارة الاشتراكية الذي ساعد على تحرر عدد من البلدان الاوربية والاسيوية من العزلة واتباع سياساتها , كذلك الدول النامية التي اصطبغت انظمتها بالاشتراكية واعتمدت على القطاع العام والتخطيط الاقتصادي , قامت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي باتباع فلسفة السوق الحر واستراتيجية التوجه الخارجي واصبحت تسعى الى الاندماج في الاقتصاد العالمي وكان لانهيار الحضارة الاشتراكية الدور الاكبر في تركيز القوى السياسية والاقتصادية في قبضة المراكز الغربية الراسمالية المتقدمة وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية التي انفردت في اتخاذ القرارات بحكم سطوتها على المنظمات العالمية.
______________________________________
1- عبد الرحمن يسري احمد- د. قضايا اقتصادية معاصرة/ الدار الجامعية / 2000 – ص(285)

ورغم كل هذا لانستطيع ان نبالغ في شأن العولمة لانها لم تصبح لحد الان واقعا قويا يفرض نفسه او ان العالم الان اصبح قرية صغيرة , فالنظام الاقتصادي الدولي لازال قائما ولم يحل النظام الاقتصادي العالمي محله بعد(1)

اذن فالعولمة ان وجدت على ارض الواقع فستكون هيمنة رهيبة, لاعسكرية ولا اقتصادية, بل امتلاك القوة المهيمنة على اسلوب الحياة بكل نواحيه.
فبعد الدراسة الشاملة للموضوع من جميع جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية, اعتمد الباحث على فكره الخاص الذي قد يكون مغايرا لما ورد من مفاهيم او قد يكون مطابقا للواقع الذي ينادى به. فالباحث يعرف العولمة من وجهة نظره البحثي هي ( صراع حضاري متعدد.. وصولا الى الانا المتحكم الاول .. والحاضر في كل مكان .. باسطا فكره على كل شيئ .. وجاعلا العالم ذرة كبيرة وهو فيها النواة المتحكمة ).
وهذا التعريف علمي مفهوم للكل وتشمل النواة ( الفكرة العلمية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية, لايمكن عصيانها .. لانها القوة الكبيرة المتحكمة بما تملك من مزايا تجعل الذرة مستقلة ذات مزايا خاصة .. وبهذا جعلنا العالم قرية صغيرة ( الذرة ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fadaok.ahlamontada.com
 
مفهوم العولمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيادة الدول في ظل العولمة
» مفهوم الحزب الواحد
» حول مفهوم النظام الفيدرالي_د. نوري طالباني
» مفهوم النهر الدولي وواقع بعض أنهار المشرق العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاؤك :: الفضاء الرحب :: منتديات عامة :: مواضيع عامة-
انتقل الى: