فضاؤك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاؤك

خاص لكل القانونيين من طلاب اساس المستقبل و ممتهنيين اساس الدولة و النظام في المجتمع
 
البوابةالرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 التطور التاريخي لحقوق الإنسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 504
تاريخ التسجيل : 06/07/2010

التطور التاريخي لحقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: التطور التاريخي لحقوق الإنسان   التطور التاريخي لحقوق الإنسان I_icon_minitimeالخميس يوليو 08, 2010 1:48 pm

محاضرة السيد نجيب عبد المولى

**التطور التاريخي لحقوق الإنسان**



نلاحظ في منطلق هذا العرض أن عنوانه مركب ويستدعي بعض التفكير أو التوضيح لرسم الهدف منه . ويمكن أن نستهل ذلك بالوقوف عند ثلاث عناصر مكونة للعنوان وهي :
* حقوق الإنسان وأعتبر أن هذه العبارة تمثل مركز النظر في عملنا هذا فما المقصود بحقوق الإنسان وماهي مكونات حقوق الإنسان ؟ ما هو الصريح في هذه الحقوق وماهي المعاني الضمنية التي ترتبط بها ؟
- التاريخي : عبارة التاريخ أو التاريخي تعني في سياق القول تعاقب لحظات الزمن من ماضي وحاضر ومستقبل وما يجد من أحداث في هذا العامل الزمني يسمى تاريخا فإذاربطنا حقوق الإنسان بالتاريخ وجدنا أن مطلوبنا في هذا العرض هو تدقيق الفترات أو التواريخ التي ظهرت فيها حقوق الإنسان.
- التطور : عبارة دالة على حركة الزمن وهذه الحركة تخص حقوق الإنسان ومفادها أن تغيرات إيجابية حدثت في شأن حقوق الإنسان حدثت في الزمن . والوجه الإيجابي قد يكون إضفاء تدقيقات على حقوق الإنسان أو إدخال بعض التوضيحات .فالتطور يشير إلى تغيير إيجابي حدث لفائدة حقوق الإنسان.
فما دلالة حقوق الإنسان وماذا تعني هذه العبارة؟
إنها تفيد إصطلاحيا مجموع المواثيق أو النصوص القانونية الدولية التي تعبر تعبيرا قانونيا عن حقوق الإنسان والتي بها نسعى إلى تخفيف معاناة البشر من الظلم والفقر وترتقي بالحياة البشرية إلى وضع أفضل . هذا التحديد الإصطلاحي يجعنا نعتبر حقوق الإنسان من حيث هي تشريع موثق ومتدرج النشاة ظاهرة حديثة في الحياة البشرية بل هي تلامس عصرنا إذ هي ترجع إلى منتصف القرن العشرين تقريبا ويمكن رسم نشأة نصوص حقوق الإنسان القانونية على النحو التالي:
* 10 ديسمبر 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
*16 ديسمبر 1966 العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
* 23 مارس 1976 البروتوكول الإختياري الملحق بالعهد ادلولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية يدخل حيز التنفيذ.
* 11 جويلية 1991 البروتوكول الإختياري الثاني الملحق أيضا بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية يدخل حيز التنفيذ.
إذا خصصنا هذه التواريخ رأينا أنها تمتد على فترة زمنية مهمة من ديسمبر 1948 إلى جويلية 1991 وقد رعت هذه المواثيق وتسببت في ظهورها منظمة الأمم المتحدة

- لماذا هذا الإمتداد في الزمن لظهور النصوص القانونية لمنظومة حقوق الإنسان ؟ وماهو المسار الذي اتخذه هذا التطور وما هي العناصر التي تدخلت في ذلك؟
- الملاحظة الأولى : تخص طبيعة هذا التطور فقد سمح بالإنتقال من العام إلى الخاص أي الإنتقال من مباىء وحقوق عامة ذلك ما يمثل خصيصة لبنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى ماهو خاص أي يهم مجالا معينا مثل السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي
- الملاحظة الثانية : لم يحدث هذا التطوربطريقة عفوية وتلقائية وإن تدخلت فيها توجهات سياسية وايديولوجيات مثلت المشهد العالمي العام في مجالات الاقتصاد والسياسة والفكر.
فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان صدر عن الأمم المتحدة والبلدان المؤسسة لهذه المنظمة والفاعلة فيها هي الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي وبريطانيا وقد ساهم التوجه الليبرالي بوجهيه السياسي والإقتصادي في صياغة بنود حقوق الإنسان كما ساهمت الإيديولوجيا الإشتراكية في تعديل المسار وإدخال الإعتبارات الاقتصادية والاجتماعية على منظومة حقوق الإنسان.
ما أشرنا إليه من تواريخ يبرز الوجه القانوني والموثق لميلاد النصوص المكونة للمدونة الحقوقية إلا أن هذا المولد لم يكن بمعزل عن أحداث جدت في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكان لها التأثيرالمباشر على نشأة هذه المدونة الحقوقية إضافة إلى تواريخ أخرى تهم سير لجان منظمة الأمم المتحدة التي كانت تعد للميثاق أو العهدين الدوليين.
ويمكن أن نسوق في هذا المجال تواريخ حاسمة لها أهمية في بلورة بنود الميثاق العامي لحقوق الإنسان ولواحقه.
- الإعلان الأمريكي للإستقلال 1776 إذ جاء في مقدمته إقرار للحقائق البديهية التي تقر بأن جميع البشر خلقوا متساوين.

1789 صدر إعلان عن الجمعية الفرنسية يمثل ثمرة للثورة الفرنسية وقد جاء وقد جاء هذا الإعلان * أن تناسي حقوق الإنسان واحتقارها كانا سببين رئيسيين في إذلال الشعب وشقائه وزرع بذور الفوضى والفساد*
ما أشرنا إليه من تواريخ يهم المناخ العام الذي سمح بظهور ميثاق حقوق الإنسان وهو مناخ عالمي ملائم لإنخراط أصحاب القرار السياسي في خيار فكري أخلاقي يحترم الذات البشرية ويدافع عن كرامتها.
لكن إلى جانب هذا الإطار العام الذي تنزلت فيه نشأة الميثاق العالميى لحقوق الإنسان يمكن أن نذكر الحركة الداخلية في صلب منظمة الأمم المتحدة.
من بين هذه التواريخ:
1919 ميلاد دستور منظمة العمل الدولية مؤتمر التصالح الذي انعقد في باريس في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
1945 صدر ميثاق عن الأمم المتحدة
وهوتطور للميثاق الأطلسي الذي أصدره الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل شمال الأطلس .
في 1942 وقع ممثلوا 62 دولة بتصريح الأمم المتحدة.

الوجه الآخر للتطور التريخي لمنظومة حقوق الإنسان

إنه وجه ضمني ومستمر ويمت في اتهامات المفكرين والفلاسفة على وجه الخصوص في تأسيس الثقافة الحقوقية وإنشاء مفهوم الحق فكريا وفلسفيا. ووضع أرضية عقلانية لحياة إنسانية يكون تدبير الشأن المدني فيها قائما على الشرعية الأخلاقية والقانونية. وعندما تفتح هذا الباب تجد الجذور الحقيقية للأفكار والقيم الحقوقية معلنة بشكل صريح ومنهجي في الفكر الفلسفي الحديث وبالخصوص في عصر النهضة الأوروبية
هذا العصر الذي بدأت تظهر فيه قيم جديدة تحاول أن تقطع قطعا نهائيا مع كل أشكال تقاوم كل المبررات التي تتعلق بالمعتقد أو العادة أو الذين لتفرض سلطة الإنسان على الإنسان.
لقد دافع الفكر الحداثي عن القيم الفردية وأوكل إلى الإنسان مهمة تدبير شؤون نفسه بنفسه مع كل تقديس للسلطة السياسية كان يستمده الحاكم من الأصل الشريف للنبلاء أو من التفويض الإلاهي وقد آل هذا التوجه إلى دعوة لفصل الدين والدولة وإعلان الإنسان مسؤولا عن مدينته أو عن عالمه ويحق له أن يختار ما يتوافق مع مصالحه العامة.
هذا الفكر الحداثي أفرز نظريات فلسفية وأدبية وكان عصر التنوير أهم دلائلها وحين نقول عصر التنوير نقول أساسا القرن الثامن عشر في أروبا على وجه التحديد حيث تكونت نظريات فلسفية ومؤلفات كانت الأرضية الفعلية لكل حركة تحريرية لاحقة بما في ذلك الثورة الفرنسية فضمن عصر التنوير كتب الفيلسوف الفرنسي جون جاك روسو *العقد الإجتماعي* ودافع فيه دفاعا كبيراعن الحرية بما هي قيمة القيم وهي الجوهر الإنساني الذي لا يمكن التنازل عنه بأي شكل من الأشكال ومهما كان الثمن فالحرية من جهة أنها مبدأ هي التي تتولد عنها سائر الحقوق الأخرى وهي التي تستدعي القول بالمساواة والكرامة البشرية. ولم تكن الكتابةالفلسفية السياسية هي العامل الوحيد لهذه القيم بل كانت أيضا الكتابات الأدبية وحتى الإنتاجات الفنية حاملة لهذا النزوع نحوالحرية أو التحرر ومنشئة لمفهوم جديد هو مفهوم الذات الإنسانية بما هي ذات فاعلة وإرادية ومؤسسة للسياسة والأخلاق والمعرفة.
ثمة إذن عصر تنوير فرنسي من أبرز أعلامه روسو وثمة أيضا تنوير ألماني في كتابات مباشرةعن العقل والحقواأساسا الحق في الحرية . وليس أبلغ في هذا القول مما كتبه كانت في مقاله ماهي الأنوار حيث قدم الحجة تلو الأخرى على أصالة الحرية وبين كيف يكون العقل هو الإفادة الممكنة القادرة على كشف المغالطات وهي مغالطات الفكر الشائع الذي يجعل الإستعباد ويمكن القول : إذن أن الحركة الفكرية في القرن الثامن عشر قد ورثت ما بدأ يظهر في القرن الخامس والسادس والسابع عشر وبلورتها على نصوص نظرية متماسكة.
وقد يعترض علينا البعض بالقول أن حقوق الإنسان وجدت جذورها في أقوال ونظريات يرجع بعضها إلى العقلانيين من مفكري اليونان أو العرب المسلمين وأن فكرة الحق وردت في كتاباتهم.
إن إعتراضا كهذا له بعض الوجاهة لكنه أيضا يشكو من ثغرات لأن الحق أو الحرية كانتا في سجل يختلف مع الطابع الكلي والشمولي لمفهوم حقوق االإنسان كما هي مفهومه الآن.

- دواعي وضع منظومة حقوق الإنسان

يمكن اعتبار منظومة حقوق الإنسان بروافدها الفكرية والإيديولوجية محاولة للإرتقاء بالوجود الإنساني إلى مرتبة الإنسانية لأن الإمتثال إلى القوانين هو تحرر من سلطة الأهواء والإنفعالات والمصالح الضيقة نزوعا إلى فضاء إساني يأمن في الإنسان الموت العنيف.
حقوق الإنسان هي مقاومة للعنف والطريف فيها أن التفاهم على ميثاق لحقوق الإنسان قد ولد في ظروف صراع وصدام أي ظروف مواجة الإنسان للإنسان. فكان في لحظة وهج القنابل ولهب الحروب يتذكر الساسة ما قاله المفكرون والفلاسفة ودعاة السلم ويلوذون به على أمل الخروج من جحيم الموت إلى ما يجمع الثاني لا أن يفرقهم .
ونحن حين نبحث حتى في جذور الحروب نجد أن الإنسان بما فيه من نزعة عدوانية وما له من طموح في الإستئثار بالخيرات وما في تركيبته النفسية من إيثار للنفس نفهم أكثر أن الإعتداء على الحقوق ليس شأنا سياسيا ولا اقتصاديا ولا هو شأن الحكومات والدول وإنما هو بصفة عامة شأن إنساني ويمتد على كافة المجالات حياته الأسرية والتربوية
واللاجتماعية وغيرها وعادة مانجد الناس مسيطرين ينهلون من تصورات ومعتقدات ضاربة في القدم تضرب من الأساس المساوات بين البشر أو الحاجة الطبيعية إلى الحرية.
نلاحظ مما سلف أن حقوق الإنسان ونمو هذه الشجرة أخذ وقتا لا بأس به جذوره ممتدة إلى قورن عصر الحداثة وجذع في القرنين الثامن والتاسع عشر وفروع في القرن العشرين متفرعة أإلى مواثيق وعهدو و لواحق الشجرة تبقى بأغصانها ولكنها أيضا تبقى بجذعها وفروعها و هي لا تستطيع أن تستمر في الحياة أي أن تستمر في الوجدود إلآ إذا وجدت من يسقيها ويحضيها ويحب ثمارها ويصرف جهدا للعناية بها.
المعهد العربي لحقوق الإنسان هو من بين الذين آمنوا بهذه الشجرة وبأنها خير على الإنسانية منهاالحرية والحق والمساواة لذلك رأى أن يسقيها بدورات جادة دورات تكون جيلا من زارعي الأمل بمقاومة العنف والتطرف والإنغلاق لكي يخلقوا عاما سعيدا لكل البشر لأن كل البشر إخوة كما أعلن على ذلك غاندي ودافع عنه في كل حياته النضالية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fadaok.ahlamontada.com
 
التطور التاريخي لحقوق الإنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاؤك :: القانون العام و فروعه :: قانون دولي عام-
انتقل الى: