السلام عليكم ورحمة الله.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم
وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين...أما بعد
نواصل اخواني مع هذه الوقفات حول بعض الصفات التي يجب ان يتمتع بها السيد قاضي التحقيق
ونتناول اليوم صفتي الشجاعة والإعتماد على النفس.
لا شك ان الشجاعة صفة من صفات المروءة فضلا عن انها شرط من الشروط الواجب توفرها في الحاكم او القاضي ،
وعكسها الجبن والخوف .
وعليه يتعين ان يتحلى السيد قاضي التحقيق بهذه الصفة النبيلة ، فذلك يجعله قادرا على مواجهة المخاطر بايمان وعزيمة دون
خوف او جبن فالشجاعة اثنان شاعة مادية وشحاعة ادبية وهو يحتاج الى كلتيهما .
فهو يحتاج الى الشجاعة المادية وذلك بحكم تعامله مع فئات خطيرة من المجرمين وسلوكه اماكن خطيرة احيانا كما انه قد
تواجهه مناظر بشعة أحيانا أخرى.
وبقدر ما يحتاج السيد قاضي التحقيق للشجاعة المادية فانه يحتاج ايضا للشجاعة الأدبية وذلك من منطلق هدفه في مناصرة
الحق والتصدي للباطل وعدم الاستجابة للتدخلات والضغوط وهذه الشجاعة هي التي تمكنه من متابعة المتورطين في ارتكاب
الجرائم من اصحاب الجاه والنفوذ مهما كانوا ،فضلا على استعمال صلاحياته القانونية في هذا المجال.
كما يجب على السيد قاضي التحقيق وهو بصدد اجراءات التحقيق ان يعتمد على نفسه ولا يتكل على غيره مهما كانت الاسباب
والظروف حتى يضمن التوصل بنفسه الى الحقيقة فلا يستعين باحد أويوكل اليه مهمة من مهمات التحقيق الا فيما نص
عليه القانون او رخص به مثال ذلك:
الاستعانة بالخبرة خاصة في المسائل الفنية البحتة فقط ،والتي تتطلب اللجوء الى ذوي الاختصاص في المجال.
وكذا اللجوء الى الانابات القضائية عند الضرورة القصوى فقط ، وهذه الاستثناءات - على سبيل المثال لا الحصر- وغيرها
هي ما تنير درب قاضي التحقيق للوصول دوما الى ما يبحث عنه ....الحقيقة
اتمنى أن أكون قد وفقت في الطرح المختصر ، راجيا التوفيق من المولى عز وجل